ومع ذلك فإنا نجد أنه ربما تكون ولادته في وضع اجتماعي معين أفضل من ولادته في الوضع الآخر؛ إما في عرف الناس، وإما من حيث الحقيقة.
فمثلاً: إذا ولد من العرب وليس من العجم هذا لا يد له فيه، لكن من المعلوم أن جنس العرب أفضل من جنس العجم، وأما الآحاد فلا، فليس كل عربي أفضل من كل عجمي؛ لأن الله سبحانه وتعالى اصطفى العرب، (( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ))[آل عمران:33]، فاصطفى الله تعالى آل إبراهيم، واصطفى من آل إبراهيم العرب، وهم ذرية إسماعيل، وفضلهم على ذرية إسحاق، ثم اصطفى الله سبحانه وتعالى من العرب قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفى من بني هاشم محمداً صلى الله عليه وسلم كما جاء في الحديث، فهو صلى الله عليه وسلم خيار من خيار.
فهذا أمر لا يملكه الإنسان، فلا يستطيع الإنسان أن يقول: لماذا ولدت عربياً، أو ولدت أعجمياً؟ فهذا لا خيار له فيه، ومع ذلك فالفضل فيه وارد، والفضل فيه حق.